يعاني البعض من كبر كميات الطعام الذي يتناولونها كسببٍ رئيسي من أسباب زيادة الوزن، فمع الوقت ومع الاعتياد على تناول الوجبات الكبيرة تتسع معداتهم وتزيد من قدرتها على تخزين كميات الأكل وهو ما يذهب مباشرةً لمخزون الجسم من الدهون بشكلٍ رئيسيٍ مسببًا زيادة الوزن.
الجسم بحاجةٍ إلى مقادير محددة من الطعام للقيام بوظائفه الرئيسية وكل ما زاد عن تلك الحاجة يسبب السمنة، لذلك تعتمد عملية تكميم المعدة بشكلٍ رئيسيٍ على تلك ًالنقطة بحيث يتم فيها تصغير حجم المعدة عبر إزالة جزء منها يبلغ حوالي 70-80% من حجمها تاركاً ممراً أنبوبي الشكل أشبه ما يكون بثمرة الموز أو جزءً صغيرا أشبه بالوعاء الصغير، وهذه العملية لا يمكن العودة فيها مرةً أخرى وتركيب الجزء المزال ثانيةً.
بهذه الطريقة سيصبح الشعور بالشبع أمرًا سريعًا جدًا مجرد تناول الطعام وامتلاء الجزء الصغير الباقي من المعدة ولن تكون قادراً على تناول كميةٍ أكبر، وبذلك تقل كميات الطعام التي تتناولها للكمية التي سيستهلكها جسدك فحسب دون أن يصبح هناك فائض يتم تخزينه ما سيساعدك على فقدان الوزن بشكلٍ كبير.
في المعتاد تستغرق عملية تكميم المعدة عدة ساعات على حسب نوعها والحالة الصحية للمريض، في البداية تنقسم طريقة إجراء العملية لنوعين النوع الأول الطبيعي يتم فيه إحداث شق جراحي في البطن ثم تكميم المعدة وغلق الشق بعد ذلك، وهو نوع غير مفضل للجميع خاصةً النساء لأنه يترك ندباً كبيراً مكان الشق ويحتاج إلى عملية تجميلية لعلاجه.
أما النوع الآخر يتم فيه إحداث شقوق صغيرة جدًا في البطن ثم إدخال منظار جراحي تتم العملية عن طريقه، وبعد انتهاء العملية تُغلق تلك الشقوق كجراح صغيرة عادية وهو ماله مميزاته عن النوع السابق أولاً من الناحية الجمالية وثانياً من حيث سرعة الشفاء والتعافي من العملية.
يستخدم الطبيب تخديراً كلياً فيها وتكون أولوية أي طبيبٍ في البداية إجراء العملية بالمنظار الطبي لكن في حالاتٍ معينة قد يُضطر الطبيب للجوء للشق الجراحي، يصل الطبيب للمعدة ويقوم بمعالجة أنسجتها ويقص الجزء الذي يريد إزالته ثم يغلق الجزء الباقي، أحياناً يزيل الطبيب المرارة تجنباً لحصواتها وفي أحيانٍ أخرى تُعالج الحصوات عبر العقاقير دون إزالة المرارة.
من الطبيعي أن تشعر بالألم مكان العملية وقد تستمر في تناول المسكنات لأول أسبوعٍ حتى تتخلص من الألم، وعليك كذلك أن تبتعد عن أي مجهودٍ بدنيٍ عنيف وأي حركات قد تؤثر على البطن وتسبب الألم لأن ذلك سيؤدي لتقليل سرعة تعافيك فحسب ولن يساعد في شيء، كما أنك في حالة الشق الجراحي قد تتسبب بمجهودك في انفتاح الغرز والنزيف فكن حذرا، تستطيع العودة لحياتك الطبيعية بعد مرور شهرٍ أو شهرٍ ونصف.
عند تناول الطعام ستلاحظ الفرق سريعا مع أول وجبةٍ لك ستشعر بالامتلاء بعد وقتٍ قصيرٍ من بداية تناول الطعام، وأحيانا في البداية قد تعاني من الإسهال والإحساس الدائم بالغثيان مجرد تناوله، لكن مع الوقت ستعتاد على الكمية التي تستوعبها معدتك من الطعام وتقل تلك الأعراض.
في الشهر الأول التالي للعملية سيضع لك الطبيب قائمةً بالأطعمة المسموح بها حتى تلتئم المعدة، وهي أطعمة سهلة وسوائل بكمياتٍ بسيطة تستطيع المعدة تحملها، وبعد إجرائك العملية لا تحاول أن تأكل فوق طاقتك وطاقة معدتك لأن ذلك سيؤدي لطريقين أحدهما التقيؤ والآخر هو اتساع المعدة مرةً أخرى لتصبح عمليتك بلا جدوى، توقف فور الإحساس بالشبع.
توجد أيضًا حقيقةٌ مهمة يغفل عنها البعض وهي أن هذه عملية تكميم المعدة وليست عملية نحتٍ أو شفط دهون، وهو ما يعني أنها لن تنقص من وزنك وحدها دون مساعدةٍ منك، فبعد تلك العملية أنت بحاجةٍ لاتباع نظامٍ غذائيٍ صحيٍ ومفيد وممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم للتخلص من وزنك الزائد، كل ما ستساعدك به العملية هو تقليل كمية الطعام ومنعك من اكتساب وزنٍ أكثر من وزنك.